تعتبر فئة الشباب مورداً بالغ الأهمية والذي عادة ما يكون غير مستغل ضمن جهود التنمية المجتمعية الملحّة والطويلة الأمد. إنّ الشباب أكثر تقبلاً للأفكار الجديدة، ولديهم الرغبة والطاقة للعمل من أجل التغيير، فعندما يسعى الشباب للاستفادة من الفرص السانحة التي تحفز إبداعاتهم ونشاطهم وحيويتهم، عندها سيشكلون قوة فاعلة في تعزيز التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم
إن شراكتنا مع الشباب تركز على التعليم، وممارسة القدرة على الاختيار، فنحن نسعى إلى تعزيز الفرص المتكافئة للنجاح من خلال مساعدة الشباب في الحصول على التعليم الجيد، ومن خلال تنمية مهاراتهم والمهنية والشخصية
انطلاقًا من هذا المبدأ سعت جمعية روّاد الكشافة إلى القيام بجلسات تدريبية للشباب في المهنة التي يقع اختيارهم عليها وذلك بشكل متساو مع الاستمرار في أخذ ساعات التعليم الأساسي، وذلك لتعجيل انخراطهم في سوق العمل وتسريع قدرتهم على البدء بالمهنة المختارة مع أخذ جزء من الخبرة والتعلم، والهدف من هذا البرنامج هو السعي نحو الحد من ظاهرة التسرّب المدرسي وتسليح الشباب بالمهارات والخبرات اللازمة التي تمكنهم من أن يكونوا أفراداً فاعلين في تغيير مجتمعاتهم
يقع اختيارنا على الشباب والشابات الذين أخفقوا في اجتياز صفوف التعليم أكثر من سنة، وذلك لتجنب ظاهرة التسرب المدرسي المتفشية في طرابلس بشكل كبير، حيث نقوم بالتواصل مع مدراء المدارس ونطلب لائحة بأسماء الطلاب الذين هم بحاجة إلى الدعم المهني، ومن بعدها يقوم الطالب باختيار المهنة التي تناسبه ويحبذها، فالمهن المتاحة في المركز عديدة ومتنوعة منها ( الخياطة، تصفيف الشعر، الدهان، النجارة، أدوات صحية، تنجيد المفروشات..) وعند الانتهاء من الدورة يتحصل الطالب على شهادة من المركز ونعمل على تأمين شهادات معترف بها ومعتمدة من الدولة تخولهم من الالتحاق بسوق العمل في أسرع طريقة ممكنة
تبدأ ورش العمل في فترة ما بعد الظهيرة أي بعد الدوام المدرسي ويحتوي الصف الواحد على عشرة طلاب فقط في كل قسم، ويمكن للطلاب الانتساب إلى الدورة بعد موافقة أولياء الأمر والتعهد بتحمل كامل المسؤولية تجاههم، فالمركز غير مسؤول عن أي تصرف يصدر عن الطلاب فقد نضطر في بعض الأحيان إلى فصل التلميذ في حال صدر عنه أي تصرف غير أخلاقي وذلك سعيًا منا إلى الحفاظ على بيئة سليمة للطلاب
في الوقت الحالي، تعتبر مراكز التدريب المهني ضرورية بشكل خاص في ظل التغيرات المستمرة في سوق العمل، حيث يتطلب الحصول على فرص عمل جيدة توافر مهارات متنوعة وتقنيات حديثة، وهذا ما يوفره مركز التدريب المهني الخص بنا
ومن المؤكد أنه بالاستثمار في التدريب المهني، يمكن للأفراد الحصول على فرصة تطوير مهاراتهم، وزيادة حظوظهم في الحصول على فرص عمل مميزة، بالإضافة إلى تحسين مستواهم المعيشي وتعزيز قدرتهم على المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدهم، بالإضافة إلى ذلك إن مراكز التدريب المهني ليست مهمة فقط للأفراد، بل أيضاً للشركات والمؤسسات التي تبحث عن الكفاءات المهنية المتميزة والمدربة بشكل جيد، فتوظيف خريجي مراكز التدريب المهني يمكن أن يساعد في تحسين أداء الشركات وتطوير قدراتها